تميزت العلاقات الفلسطينية التركية تحديدا بقدسية خاصة في ظل تنمية وعي الأتراك بالقضية الفلسطينية وقضية القدس وأهميتها لدى المسلمين عموما والأتراك بشكل خاص، ولا ننسى ان العثمانيين هم من أسمو مدينة القدس بالقدس الشريف.
استكشاف عمق العلاقات الروحية والتاريخية التي تربط فلسطين وتركيا، إرث مشترك من القيم والتطلعات.
تميزت العلاقات الفلسطينية التركية تحديدا بقدسية خاصة في ظل تنمية وعي الأتراك بالقضية الفلسطينية وقضية القدس وأهميتها لدى المسلمين عموما والأتراك بشكل خاص، ولا ننسى ان العثمانيين هم من أسمو مدينة القدس بالقدس الشريف.
السلطان عبد الحميد الثاني منع بيع الأراضي الفلسطينية لليهود وفرض قيود صارمة على دخول اليهود إلى القدس. الهدف كان الحد من الهجرة اليهودية التي بدأت تزداد بفعل الحركة الصهيونية، وكان يعتبرها تهديدًا لاستقرار الدولة العثمانية وأهلها المسلمين والمسيحيين. هذا الموقف أدى إلى تأخير استيطان اليهود في فلسطين لفترة، رغم الضغوط الأوروبية والصهيونية.
هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى أنهت حكمها لقرون على فلسطين، وأدت إلى تسليم فلسطين للانتداب البريطاني بموجب اتفاقيات سايكس بيكو وعدد من القرارات الدولية. هذا الانتقال من حكم إسلامي عثماني إلى سلطة غربية وضع فلسطين تحت تأثير جديد، حيث بدأت الحركة الصهيونية في الحصول على دعم أوسع من بريطانيا، مما أثّر بشكل مباشر على العلاقات الدينية والسياسية في المنطقة.
رئاسة شؤون الأديان التركية أصدرت توجيهات رسمية بتشجيع المواطنين الأتراك على زيارة القدس كجزء من واجب ديني ووطني، مع إقامة لا تقل عن ثلاثة أيام فيها. الهدف كان تعزيز الروابط الدينية التاريخية بين المسلمين الأتراك وفلسطين، خصوصًا القدس التي لها مكانة دينية عظيمة في الإسلام، وكذلك لترسيخ حضور تركي شعبي وثقافي في المدينة.
عدد زيارات الأتراك لفلسطين، وخصوصًا القدس، ازداد بشكل ملحوظ في العقد الماضي. هذه الزيارات تشمل حج وزيارة دينية، مع استمرار دعم تركيا السياسي والإعلامي لفلسطين. زيارات الأتراك أدت إلى دعم الحركة السياحية والاقتصادية في القدس، وزادت من التواصل الشعبي بين الشعوب، مع استمرار تركيا في دعم القضايا الدينية والتاريخية لفلسطين على المستويات الرسمية والشعبية.
تركيا استثمرت بشكل كبير في إعادة ترميم المساجد والمقدسات الإسلامية في القدس وفلسطين، مثل المسجد الأقصى ومحيطه. مؤسسة الوقف التركية (Vakif) مسؤولة عن إدارة وصيانة عدة مواقع تاريخية إسلامية في فلسطين. هذا الاستثمار يعكس استمرار الاهتمام التركي بالبعد الديني والتاريخي لفلسطين، وهو جانب مهم من العلاقات الدينية بين البلدين.
"القدس، المدينة التي أسماها العثمانيون بالشريفة، تظل محوراً للقدسية والإيمان المشترك بين الشعبين الفلسطيني والتركي."
تتجلى أهمية القدس في كونها ملتقى الأديان ورمزاً تاريخياً عميقاً يعكس استمرارية الروابط الروحية والثقافية. إن الاهتمام التركي المتواصل بالقدس ومقدساتها يؤكد على هذا الإرث الممتد عبر العصور.